21ديسمبر

أن نرى الناس

لا يمكننا أن نتعاطف مع الناس، إن لم نعترف أوّلاً بمكانتهم، أي بوجودهم ومواهبهم وما يحتاجون إليه. هذا سبيله أن نراهم. تذكرون مثل الغنيّ ولعازر (لوقا ١٦: ١٩- ٣١). كان لعازر مرميًّا أمام باب منزل الغنيّ، في المكان الذي يعبر منه مرّتَين في اليوم على الأقلّ، في دخوله وخروجه. لا نعرف عدد السنين التي سكن فيها هذا البيت. ولكنّنا نعرف أنّه لم يرَ لعازر مرّةً واحدة. هذا إنكار لوجود لعازر الذي تظهر تقرّحاته أنّه كان ملتصقًا في مكانه منذ زمان غير معروف أيضًا. ما الذي أوصل الغنيّ إلى هذا العمى؟ الذي انكشف في الجحيم أنّ الغنيّ كان يعرف لعازر، يعرفه جيّدًا، ويعرف أنّه قادر على خدمته هو وخدمة إخوته جميعًا. في النهاية، لا يستطيع أحد أن يجمّل خطاياه. النهاية تكشف الظاهر والمستور. سرّ التعاطف أن تكون النهاية حاضرةً فينا اليوم.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content