كلّ ما في الحياة الجديدة نعمة وإرادة. لنأخذ الوعي مثلاً، أي التوثّب في الحضور. هو نعمة وإرادة. نعمة، أي هو من الله الذي يعطينا أشياءه مجّانًا. يبقى أن نريده. لا أدّعي أنّني أعرف الظاهر والخفيّ. لكن، أليس من المستغرَب أن يجلس في مجلس المعتبَرين في الكنائس أناسٌ عمرَهم من دون أن يبدوا أنّهم هنا؟! أتكلّم على الغائبين فيما تراهم كاملين في حضورهم، على ركام الأجساد على المقاعد، على الذين، إن انشغلوا في شيء، ففي أيّ شيء، في استعجال الوقت وفي الناس وأزيائهم وأخبارهم…، ما عدا الحقيقة! لا أسأل: لِمَ هم هنا؟ هذا ازدراء بالنعمة التي يمكن أن تنقضّ على أيٍّ كان، في أيّ وقت. لا تقولوا إنّ الله حرم هؤلاء الوعي! يستحيل! احفظوا دائمًا أنّ النعمة، لتثمر فينا، تنتظر أن نقبلها بحبٍّ ونشاط. مَن يعطينا أن نثمر؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023