لم أرَ حفيدَيَّ الأسبوع الفائت. غلبتهما وعكة أبقتهما في البيت. عادا إلينا أمس. في بيتنا، هما من حصّة جدّتهما، تقريبًا كلّيًّا. لا يلفتهما وجودي إلاّ بدفعٍ منها أو من شيءٍ يحبّانه يعرفان أنّه معي. الكبير يحبّ الشوكولاتة الداكنة. أمّا الصغير، فالبسكوت مالحًا وحلوًا. عندما دخل الكبير عليَّ أمس، كنتُ في غرفة القعود. قبّلتُهُ، وناولتُهُ، بدلاً من قطعة شكولاتة، قطعتَين. لو ترونه! عنده طقسه مع الشوكولاتة. يمسك القطعة، يشكرني، ويبدأ بأكلها من فوره. هذه المرّة، بدَّلَ في طقسه. أخذ ما أخذه، وخرج إلى القاعة. فاجأني تصرّفه! قمتُ وراءه. لم أكن أعرف أنّ أخاه، في وعكته، صار يحبّ الشوكولاتة أيضًا. رأيتُ الكبير يعطي الصغير قطعة، ويأكل قطعة. هذه ثروة الحياة أن يتربّى الإنسان على أنّ ما له هو ليس له وحده، أن ينمو على الحبّ والكرم وإسعاد الآخرين. سرّ الحياة الجميلة أن نبقى أطفالاً في البيت!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults