11مايو

أنتم نور العالم

في مطلع تسعينات القرن الفائت، تعاطيتُ العمل في المحكمة الروحيّة نحو ثلاث سنين. ثمّ قدَّمتُ استقالتي إلى غير رجعة. مرّةً، جاءت سيّدة موفورة الكرامة، من كنيسة أخرى، تطلب رؤية مطران أبرشيّتنا الذي أَحَبَّهُ المسيحيّون كلّهم، بل جميع أهلنا، في بلدنا. عبرتْ بالمحكمة أوّلاً. كانت تحمل معها أربعة اعترافات مكتوبةً بخطّ اليد لنسوة تقرّ كلٌّ منهنّ أنّها، في المحكمة التي رفعت شكواها أمامها، قد تعرّضت للتحرّش! ما زلتُ، إلى اليوم، كلّما ذكرتُ الأمر أو ذكّرني به خبرٌ مشابه، أشعر بضيق في نفَسي! يعرف أصدقائي أنّني لم أكره شيئًا في حياتي كما أكره استغلال الناس، لا سيّما الضعفاء منهم. لا يمكن أن يقنعني الذي يستغلّ ضعيفًا، رجلاً كان أو امرأة، كبيرًا أو صغيرًا، أنّه يحبّ الله أو يؤمن بوجوده فعلاً. لا أفتح دفاتر مهلهلة! لا جرح أعمق من أن نبدو أنّنا لم نصدّق كلّنا كلمة يسوع "أنتم نور العالم".

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content