وجهُ أمّي كان سماءً على الأرض. هل يقوى الحبّ بعد رحيل؟ هل يلحّ الذين يغيبون في حضورهم، أكثر فأكثر؟ كان عليَّ، لأستريح من أيّ تعب، أن أنظر إليها فقط، أن أُسرع إلى عينَيها اللتَين كانتا قد انقطعتا، تقريبًا، عن رؤية الأرض ومَن فيها. لم ترقد أمّي قبل أن تغدو يداها هما عينَيها. ولكنّ عينَيها بقيتا دعوةً إلى سلامي، إلى الحفظ أنّني لستُ وحدي في معترك هذه الحياة. أثمّن الصداقات. لكنّني، مع أمّي، اختبرتُ معنى المحبّة التي لا تطلب ما لنفسها، معنى المحبّة الثابتة التي لا تتغيّر في أيّ حال. عاشت أمّي قلبُها مفتوحٌ دائمًا. ليس للتعب إليها سبيل. ما لها لنا. إنّها سند. حبل نجاة. إيقونة لا تبطل الأدعية من أجل محبّيها. هذه أمّي. هذه أمّك. كلُّ أمٍّ حبٌّ وافٍ وصلاة.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults