أخبرني صديق لي عمّا جرى معه في مدخل أحد مستشفيات بيروت. كان يريد أن يزور قريبًا له. الخبر للإصلاح. قال إنّه وقف أمام "موظَّفة الاستعلامات" يطلب أن يسأل عن الغرفة التي ينزل قريبه فيها. كانت الموظّفة قاعدةً في مكانها منشغلةً في مكالمة هاتفيّة. رأته. رفعت يدها تطلب أن ينتظر. كان صوتها مسموعًا. كانت تتّفق مع شخص، صديق أو حبيب، على موعد عشاء. بدا الشخص كما لو أنّه ينتظر منها أن تختار هي المكان الذي تحبّ أن يتعشّيا فيه. أخذت راحتها. صار مع صديقي رفيق واثنان. للعاشقين أعذارهم. ثمّ انتبهتْ إلى أنّ الحال عاد لا يُحتمَل. وشوشت بعض كلمات، ووضعت هاتفها أمامها، والتفتت إليهم، وقالت كما لو أنّ المنتظرين انوجدوا الآن أمامها: "نعم"! قال صديقي: "لا بأس! كلّ شيء: قلق الانتظار، الوقت، ما ينتظر الآخرين من عمل، كلّه سهل أمام أن يرتّب العاشقون برامجهم". مَن يعترض؟
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults