سألني أحد الإخوة: "لمَ أمرَ اللهُ يوسفَ، في خبر الميلاد، بأن يهرب بالصبيّ وأمّه إلى مصر، وترك هيرودُسَ الوحشَ يفترسُ أطفالَ بيت لحم؟". تعرفون هذا السؤال، طرحتموه أو طُرح أمامكم أو عليكم. قرأتُ مع سائلي الخبر الذي تفرّد متّى الإنجيليّ بإيراده (٢: ١٣- ١٨). تأثّر بتفاصيله كما لو أنّ الأمر يحدث أمامنا الآن. قلتُ له: "إنّ لله غاياتٍ خلاصيّةً لا يمكننا أن ندرك منها سوى ما تسمح حكمته بأن يكشفه لنا". كان الشابّ يعرف أنّ الله ليس هو وراء شرور العالم. دعوتُهُ إلى أن يلاحظ أنّ غضب هيرودُس هو الذي دفعه إلى ارتكاب هذه المجزرة. ثمّ قلتُ له حرفيًّا: "هذا إيماننا أنّ الله أرسل ابنه من أجل أن يُطفئ فينا هذا الغضب". يقول لي الإخوة، الذين يطلبون أن يغوصوا في معاني الكلمة، إنّ الحياة هي دائمًا أقوى من الموت.