كنتُ أعتقد أنّه لا يوجد أحد في الدنيا يريدك أن تحيا مثل أبيك وأمّك. كلمة يسوع "أتيتُ لتكون لهم حياة…" (يوحنّا ١٠: ١٠)، كانت واحدًا من إثباتاتي لنفسي على أبوّته للعالمين. ولكنّي، في هذا الصيف، اكتشفتُ اكتشافًا جديدًا. اكتشفتُ أنّ الابن الحقيقيّ أيضًا لا همّ له مع أبوَيه سوى أن تكون لهما حياة. لا أذكر عدد المرّات التي انفردتُ فيها بابني عندما كنتُ ضيفه في سَفَري. كلّمتُهُ على أشياء. كلّمني على أشياء. مرّةً، من دون تمهيد، شنّ عليّ هجومًا صاعقًا. باختصار، قال لي ما يعني أنّه يريدني مثلما يعرفني في الحياة والنشاط... بدا لي أنّه يرفض أن يعترف بعمري. هل كان يطرد من أمامه واقع أنّ الأب يشيخ، يشيخ ويرحل؟ ربّما. ولكنّي أميل إلى الاعتقاد أنّ خبرته الخاصّة في بيته أعطته أن يثبت على قناعة أنّ الحبّ يوازي الحياة. أن نحبّ، لهو أن نريد الذين نحبّهم أقوى من كلّ موت. هذه أسمى إرادة.
جميع الحقوق محفوظة، 2023