لم تدفعني إلى قلمي اليوم الحربُ التي تدور رحاها في ظلّنا أو ما يصيبنا من شظاياها، أو لم تدفعني هي فقط، بل أيضًا هذا الجرح المتفاقم أنّنا لم نستطع أن نحمي مؤسّساتنا العسكريّة والأمنيّة ورجالها من الغرق في أزمتنا الاقتصادية. المعروف في لبنان أنّ الذي يقدّم نفسه للجنديّة، تحمله بلادنا هو وبيتَهُ…، في الرعاية الصحّيّة وما إليها. اليوم، بات الجنديّ في لبنان (وغير الجنديّ)، من غير مؤسّسة وغير رتبة، ليتمكّن من تدبير بيته، ينتظر أن يحمله آخرون، إخوته أو أولاده…! هل هناك من عار، يرتكبه بلد، أفظع من إيصال شعبه، لا سيّما جنوده، إلى الافتقار إلى الخبز والدواء...؟ البلد المفلس ليس المنهار ماليًّا، بل أخلاقيًّا! لا أخاف على مؤسّساتنا العسكريّة والأمنيّة من شيء. الذي يُحكى عن انضباط جنودها والتحاق الشباب بها اليوم مفخرة لنا كلّنا من كبيرنا إلى صغيرنا. هذه قبّعتي أرفعها لهم.