لستُ عالمًا في الليتورجيا. لكنّ قناعتي ثابتة أنّ الصوم الكبير، في ترتيبه الموضوع، يبدي أنّ الفصح، الذي هو غاية الصوم، يظلّل أيّام الصوم كلّها. سألني أحد الإخوة قبل أيّام: "الأناجيل المنتقاة للآحاد في الصوم الكبير مأخوذة كلّها من إنجيل مرقص ما عدا إنجيل الأحد الأوّل مأخوذ من إنجيل يوحنّا. لِم؟". أجبتُهُ: "إنجيل يوحنّا نقرأه في كنيستنا في الفترة الفصحيّة كلّها. إنّه إنجيل الفصح. الكنيسة أرادت أن تقول لنا منذ الأحد الأوّل إنّ الفصح، الذي أنتم ذاهبون إليه، هو معكم منذ البدء. هو رفيقكم إليه. هذا يمدّ ذاته في مواضيع الآحاد المتبقّية التي نعلن فيها انتصار الكلمة والحياة"! هل هذا كلّ شيء؟ كلّ شيء أن نعرف أنّ ما نحياه في الصوم إنّما يطلب أن يطبعنا في حياتنا كلّها. الصوم تمريننا على أنّنا دائمًا أحياء بالله في كلّ شيء، أجل في كلّ شيء.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults