تظهر عبقريّة الكنيسة، في أشكالها الأخّاذة، في أبنية بناها روح الله فيها منذ البدء. تظهر في البناء الآبائيّ. التعليميّ. الليتورجيّ. الفنّيّ. النسكيّ... خذوا البناء الليتورجيّ، مثلاً. الأعياد السيّديّة. أعياد القدّيسين. تاريخها. صلواتها. ألحانها. إيقوناتها. فصولها الكتابيّة... كلّ شيء موقَّع لخدمة القصد الخلاصيّ. مثلاً. الكنيسة، بعد عيد العنصرة، فيما تمشي بنا إلى "أحد جميع القدّيسين"، تبدأ بقراءة فصول من إنجيل متّى. هذا ليس ارتجالاً أو مصادفة. هذا الإنجيل من مميّزاته أنّ واضعه استقى حبره في كتابته من خبر دعوته (٩: ٩). يسوع، في إنجيل متّى، في كلّ حرف نطقه أو عمل عمله...، أراد أن يقول: "اذهبوا وتعلّموا... لم آتِ لأدعو أبرارًا، بل خطأةً إلى التوبة" (٩: ١٣). هذا هو سبيل القداسة أنّ روح الله يطلب أن يحيي فينا جميعنا أن نقبل أنّ يسوع جاء من أجل أن ينتشلنا من جبّ خطايانا إلى أن نكون له، له وحده.
جميع الحقوق محفوظة، 2023