ذكريات لا تُمحى

شارك


26مايو

ترتيب من نوع آخر

              في اليوم التالي، صعد إلى فوق. أغراه العطر الذي يتضوّع من الشرفة التي تُنعم. فعرف، من إحدى "الموظّفات" التي تخدم في الطبقة العليا، أنّ شيخهم، في الداخل، وحده. سألها إن كان يمكنه أن يدخل عليه. وأذنت له.             فتح الباب. لم يره. لكنّ صوته وصل إليه. وفَهِمَ أنّه ...

إقرأ المزيد
26مايو

ذكريات لا تُمحى

       ماذا يمكنه أن يقول بعد؟ لقد قال بهروب الكلمات وعري الكلمات. كتب رغم قناعته بأنّ ما يكتبه لا يعبّر، كلّيًّا، عمّا خَبِرَهُ، عمّا سمعه ورآه. كان يمكنه أن يحتفظ بذكرياته. كان يمكن أن يبقيها في قلبه، ويشدّ عليها. ولكنّ ضرورة الشهادة لمحبّة الله هي التي جعلته يبوح بـ"ذكريات لا تُمحى".

إقرأ المزيد
26مايو

شدو طيور

           تلك الشرفة، التي كان شيخهم يستقبله فيها، كانت أشعّة الشمس تخترقها من نافذتها الكبيرة، أشعّة الشمس وشدو الطيور الصغيرة. كان يفتقد، في المدينة التي يقيم فيها، هذا الجوّ الهادئ. فأحبّ الهدوء. صار، إذا صعد إلى الدار، ترتاح روحه. وإذا عاد إلى مدينته، تنكمش من حرارة بلا نار، ومن ضوضاء مضنية. ...

إقرأ المزيد
26مايو

موسى جديد

          في نزوله في تلك الدار، خَبِرَها ملجأً لجميع الناس، ولا سيّما منهم الذين ينزفون من القهر. الزيارات إلى شيخها لا تنقطع. في صباح كلّ يوم، كان المؤمنون يحضرون، بموعد وبغير موعد، ويقعدون في مدخل الدار بانتظار أن يُستَقبلوا. كان، في دخوله وخروجه، يلاحظ تعب بعضهم من عيونهم المثقلة، وتنهّدات تعبق ...

إقرأ المزيد
26مايو

وجه

             بعد مرور أيّام قليلة على حادثة الكوب، مرض مرضًا مفاجئًا. أصابه داء "النُكَاف". فاضطرّه طبيبه إلى أن يلزم فراشه نحو أربعين يومًا. منعه من أن يتحرّك حتّى في داخل المنزل. فصارت غرفته موطنه. ولكنّ فكره بقي يتحرّك، ويحمله، يوميًّا، إلى الدار.             في أثناء مرضه، لم ينقطع عنه رفقتُهُ ...

إقرأ المزيد
جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content